اضطرابات مارس 68 تعجل بطي صفحة التعاضد
محمد علي الحباشي
جريدة « الصباح » 09 أكتوبر 2010
في افتتاح الندوة القومية للطلبة الدستوريين يوم 5 أوت 1968 بمدينة المنستير دعا أحمد بن صالح كاتب الدولة للتربية القومية إلى «إعادة تنظيم الجامعة التونسية قصد إدماجها في صلب الحياة التونسية للقضاء على كل أسباب التخريب والتشويش والقطيعة» ملاحظا أن الاضطرابات تعود إلى «العمل التخريبي الذي تقوم به عناصر بعيدة عن الوطن وفئة قليلة من الأساتذة والطلبة قصد مسخ الحياة الطالبية في البلاد وأن هذه المحاولة إنما ترمي إلى قطع صلة الرحم بين الطلبة والشعب وإن قلوب هذه العناصر المفسدة بها مرض يجعلها لا ترضى عن أي عمل مهما كانت نجاعته وسموّ غايته فتراها تنتقد الاصلاحات وهي تجهل حقيقة الواقع التونسي بأكمله».
وأضاف بن صالح أن «هذه النفسية مبنية على رغبة الهروب من الجهاد ومن عناء البناء والتشييد فترى أصحابها يتشبّثون بمبادىء غريبة عن شخصيتنا فيعتمدون عليها ليزرعوا في الأرض الفساد لذلك نلاحظ أن عملهم التخريبي تضاعف كلما سجّلت تونس نجاحا جديدا في معركتها، إنه لا يمكن التسامح مع هذه الأقلية السّائرة في طريق القطيعة مع الشعب ومع مستقبل تونس، لذلك نحن عاقدون العزم على مقاومتها حتى آخر عنصر منها تونسيا كان أم أجنبيا ومهما كانت قيمته».
…«إلى جانب هذه العصابة من المخرّبين يجب القضاء على بعض المخلّفات الناتجة عن تسرّب عناصرها في الأوساط الطلابية ومن هذه المخلّفات انشغال الطلبة بأمور ثانوية تنسيهم جوهر الأمور فتراهم يضيعون أوقاتهم الثمينة في مسائل جزئية مثل تنظيم الانتخابات في منظمة الطلبة ظنا منهم أن تلك هي الديمقراطية، بينما يجب أن يعلم كل طالب دستوري أنه على قدر ما له من امكانية الحوار المتسع داخل الحزب على قدر ما عليه من الانسجام مع كل عناصر الحزب.
…«أميط اللثام عن فئة الشيوعيين وفئة «برسبكتيف» ذات النزعة التروتسكية والموالية للصين وفئة البعثيين.