عفيف لخضر : رسالة إلى القمة عمان 2001

رسالة مفتوحة الى القمة العربية عشية انعقادها (في عمان)
… و ٔاتمنى ٔان تنسوا اللغة الخشبٌة القدٌمة لتخاطبوا الرٔاي العام العالمً و الشارع العربً بلغة الحقٌقة و ٔان تهجروا الشعارات الشعأيرٌة السهلة و الالمجدٌة فً وضع ٕاقلٌمً و دولً معقد، و التً ال وظٌفة لها غٌر تغٌٌب القرارات الجدٌة فً مواجهة المشاكل الحقٌقٌة.
فكروا فً الرٔاي العام اإلسرأيٌلً الذي مازال متعلقا بالسالم و جاهزا لتسوٌة حتى فً القدس. خالل حربهم سعى الجزأيرٌون لكسب الرٔاي العام الفرنسً و نجحوا، وكذلك فعل الفٌتنامٌون. ولكنكم انتم قلما فكرتم فً مخاطبة الرٔاي العام اإلسرأيٌلً باللغة التً ٌفهمها : لغة الوعد بالسالم و التطبٌـع و التعاون اإلقلٌمً إلغرأيه بمزٌد الضغط على حكامه إلنهاء االحتالل. بدال من لغة الوعٌد العنترٌة المنفرة. وخاطبوا الرٔاي العام العالمً بلغة القانون الدولً وحقوق اإلنسان التً تجد لدٌه صدى.وخاطبوا الشارع العربً بلغة الحقٌقة التً مازال ال ٌستسٌغ مذاقها المر ألنه، ككل شارع غٌر منظم دٌموقراطٌا وٌعشعش فٌه الٌٔاس و البٔوس و األمٌة، مازال سلوكه محكوما باألهواء السٌاسٌة، وردود الفعل الغرٌزٌة من تدمٌر وعنف و حرق وقتل جماعً كتعبٌر عن فاجعة الوعً السٌاسً، والن ٔانظمته بدورها ال تمارس معه السٌاسة بل العنف السافر . فهو مثال متحمس لحرب ٕاسرأيٌل غٌر مبال بالنتأيج الكارثٌة و ٌطالب بمقاطعة السلع األمرٌكٌة و ٌتعاطف مع اإلرهاب الموجه ضدها رغم عمقها السٌاسً .ما ٌهمه كشارع هو النكاٌة و االنتقام للجرح النرجسً الذي تصب كل من ٕاسرأيٌل و ٔامرٌكا ومعظم األنظمة
الملح علٌه.
بهذه المناسبة فكروا فً االرتقاء بشارعكم ٕالى مصاف رٔاي عام ٌشارك فً الحٌاة السٌاسٌة بدال من االحتجاج العنٌف على ٕاقصأيه منها. الطرٌق ٕالى ذلك ٌمر عبر السماح بفضاء عام حر، ٔاي بنقاش عام حقٌقً ٌدٌره ٕاعالم متحرر من الرقابة الرقابة الذاتٌة لكً ٌقوم بوظٌفة مراقبة ٔاصحــاب القرار و عبر تشجٌع مواطنة نشطة تعبر عن نفسها فً مشاركة سٌاسٌة حقٌقٌة (حرٌـــة التعبٌر عن الرٔاي، تكوٌن الجمعٌات، االجتماع و التظاهر السلمً)، وعبر مجتمع مدنً ٌحركـه قطاع خاص قوي، مٔوهل لمناقشة
الخٌارات و الرهانات االجتماعٌة و السٌاسٌة قبل ٔان ٌبت فٌها ٔاصحاب القرار.
بهذا الصدد علٌنا ٔان نتعلم بتواضع من الدولة الٌهودٌة. لقد عجز العالم العربً طوال القرن العشرٌن، عن االستجابة للتحدي الحداثً اإلسرأيٌلً. وٕاذا لم ٌتدارك سرٌع عجزه فً القرن الحادي و العشرٌن فسٌكون بكل بساطة من دون مستقبل.
امامكم ملفان حارقان: الملف العراقً و الملف الفلسطٌنً. الشرٌك األول فٌهما معا هو الوالٌاتٔ المتحدة األمرٌكٌة. المفتاح الذي ٌفتح ٔاقفال الحقبة المعاصرة هو ٔان هذا البلد الذي ٌقود العالم ٕالى ٔان ٌظهر – ٕاذا ظهر– قطب دولً جدٌد ٌنافسه. اللغة الوحٌدة المجدٌة معه هً لغة المصالح. ٔاما لغة التحدي و الشتأيم كما فعل وزٌر فلسطٌنً عندما عٌر باول ب »جلده األسود » فعقٌمة. وتدل على ٔان سنوات ضؤيٌة مازالت تفصلنا عن السٌاسة التً ال سبٌل ٕالى استرداد ما ٌمكن استرداده من حقوقنا ٕاال
بها وبها فقط.
الموقف من الملف الفلسطٌنً ٌفترض نسٌان محفوظة ٔان « الحق معنا و الزمن ٌعمل لصالحنا » التً ضٌعنا بها الحق و الزمن معا. معنى ذلك ٔان تكونوا االحرص على السالم مع ٕاسرأيٌل. الطرٌق ٕالى السالم ٔاي ٕانهاء االحتالل و المستوطنات لن ٌمر باالنتفاضة التً تحولت ٕالى كفاح مسلح مضر بالفلسطٌنٌٌن قبل اإلسرأيٌلٌٌن، بل ٌمر حكما بالضغط الدبلوماسً على واشنطن، السند الدبلوماسً، المالً و العسكري إلسرأيٌل، لتضغط بدورها على حلٌفتها األولى الشرق ٔاوسطٌة إلنهاء االغتٌال و التطوٌق و التجوٌع واحتالل األراضً الفلسطٌنٌة و السورٌة. و القٌام فً الوقت ذاته بدراسات معمقة لجمٌع االحتماالت: االنسحاب اإلسرأيٌلً من طرف واحد و ٕاعالن الدولة من طرف واحد باتفاق ضمنً
او من دونه، انهٌار السلطة بفعل ٕاسرأيٌل ٔاو تحت تناقضاتها الخاصة، ٔاو بتٔاثٌر العاملٌن معا.ٔ
البدٌل االسرأيٌلً كما ٌراه « تساهال » هو التفاوض مع قٌادات محلٌة فً الضفة و القطاع و نابلس لدفن الدولة الفلسطٌنٌة. لماذا ال تبحث القمة ولو فً الكوالٌس الصٌغة الجدٌدة للخٌار األردنً الذي بدٔا ٌطرح همسا فً الغرف المغلقة فً عمان وواشنطن مع بعض التسرٌبات اإلعالمٌة. عدم مواجهة
االحتماالت كافة بشجاعة سٌاسٌة هو سٌاسة النعامة التً طالما دفعتنا ٕالى الوراء عقودا.
ل بد من مساءلة عرفات عن خطأيه : رفض دولة على 89 بالمأية من الضفة و القطاع و األحٌاءا العربٌة فً القدس الشرقٌة و حال معقوال لحق العودة… لقد باء بالفشل فً الحرب و السالم وفً بناء سلطة وطنٌة من دون انتهاك استفزازي لحقوق اإلنسان ومن دون فساد ٔاسطوري لتكون مخبرا لدولة الغد. السٌاسً الجدٌر بهذا االسم ٌستقٌل ألقل من ذلك. السٌاسً الذي تتطلبه المرحلة الراهنة من النضال الفلسطٌنً هو الذي ٌعرف ما ٌرٌد و ٌكون قادرا على التماسك و الشجاعة السٌاسٌة. وهً جمٌعا
تنقض االختٌار. و بالمناسبة حاولوا استخالص الدرس من واقع ٔاكثر األنظمة اهتراءا هً تلك التً عجزت عن تجدٌد طبقتها السٌاسٌة. حسن الترابً الذي دفع السودان ٕالى الهاوٌة كان عملٌا المسٔوول األول فً التنظٌم، ثم النظام. عرفات ال ٌفوت فرصة لتفوٌت الفرصة على شعبه كان دأيما « رٔيٌسا » منذ 6891. القٌادة العسكرٌة التً حكمت الجزأير منذ 6811 هً التً قادت قادتها ٔاخٌرا ٕالى الحرب
األهلٌة. صدام الذي زج بالعراق فً نفق مظلم حكمه عملٌا منذ 6817.

Laisser un commentaire

11 − deux =