خطاب جمال عبد الناصر في الجزائر : ماي 1963

خطاب الرئيس جمال عبد الناصر في الجزائر

الجزائر في 4 ماي 1963

…كنت أقول لأخي بن بلا : انني حينما أرى هذا الشعب الثائر اشعر انني بين أهل بلدي، بين ابناء العروبة.

اشعر ان الهتاف الذي اسمعه اليوم، في هذا المكان، هو الهتاف الذي سمعته امس في مصر وفي سوريا وفي العراق.

أيها الاخوة المواطنون، ان العرب امة واحدة، هذه هي الوحدة العربية الحقيقية، ايها الاخوة المواطنون.. ان الوحدة خلقتها الشعوب منذ اول يوم، ولكن الشعب العربي في مصر هو الذي كان يكافح من اجل ان يتخلص من الاحتلال البريطاني، كان يشعر بوحدته مع الشعب الثائر الجزائري، الذي يري جان يتخلص من الاستعمار الفرنسي، ويحصل على حريته. كان هذا هو ما جمع بيننا، كان هذا هو ما وحدنا على مر السنين. وحدتنا ايها الاخوة، وحدتنا المعارك الطويلة، وحدتنا المشاعر المتشابكة، وحدتنا الدماء التي ارتبطت على مر السنين وعلى مر القرون، وحدتنا هذه الامة العربية التي كافحت طويلا من اجل ان تبقى حرة عربية، والتي بذلت الشهداء وبذلت الدماء.

…نحن امة واحدة، وكنا دائما امة واحدة، يشعر الفرد منكم، هنا في الجزائر، بما يحدث للفرد في مصر او في سوريا او في العراق او في اليمن، وأنا على ثقة – ايها الخوة الاعزاء، انكم هنا، كنتم تشعرون بالحرب في اليمن، كما يشعر بها الشعب اليمني الثائر، وكما يشعر بها الجيش المصري الذي يعمل في اليمن.

…وحينما التقيت في عام 1954، بالاخ احمد بن بلا، حينما اعلن الثورة وكان في القاهرة، شعرت – ايها الاخوة – وهو يتكلم، انه يتكلم عن آمال شعب، عن آمال شعب الجزائر، بايمان انتصار شعب الجزائر، حينما التقيت بالاخ احمد بن بلا سنة 1954 كنت على ثقة ان الجزائر لا بد ان تنتصر بعون الله ما دام فيها مثل أحمد بن بلا، وما دام فيها هذا الشعب.

…أحمد الله الذي مكن لكفاحكم ان ينتصر وان تلتقي ثورتكم هنا المنتصرة في الجزائر بثورة الشعب العربي في مصر وبثورة الشعب العربي في العراق وبثورة الشعب العربي في سوريا وبثورة الشعب العربي في اليمن وبثورة الشعب العربي في كل بلد عربي من اجل الحرية ومن اجل الاستقلال ومن اجل الوحدة العربية.

…وإن أرى الجزائر وقد استقلت واصبحت عربية وان ارى الامة العربية وقد توحدت واصبحت امة كبرى واصبحت دولة عظمى تعيد الامجاد القديمة، الامجاد المبنية على الحرية وعلى العدالة وعلى المساواة وعلى العمل من اجل الانسان  ومن اجل حرية الانسان.

…ان شعب الجزائر، اعلن عن حريته، عن انفعاله عن احساسيه، اعلن عن ايمانه بالقومية العربية والوحدة العربية، واعلن عن ايمانه بالحرية العربية.

…كما نعرف ان الحرية جناحيها هما الديمقراطية والاشتراكية.

الحمد لله الذي نصر احمد بن بلا وانتصر شعب الجزائر الحر المكافح.

…اننا نسير من اجل تحقيق الشعارات التي سمعتها اليوم وانا اسير بينكم، القومية العربية، تحرير فلسطين، الوحدة العربية، بناء الدولة العربية الموحدة الكبرى، وهذا سيكون بعون الله، وبفضل كفاحكم، ونضالكم، ونضال الشعب العربي في كل مكان في ارجاء الوطن العربي.