ثورة الخبز
كمال الشطي
« مذكرات صحفي 2017 »
…تميزت فترة تولي المرحوم محمد مزالي رئاسة الوزراء بكثافة الإرهاصات والدسائس الهادفة الى الإطاحة به، فكان يسعى جاهدا الى تنحية كل منافس محتمل من طريقه ذلك الطريق الذي يقوده دستوريا الى اعتلاء كرسي الرئاسة عند حدوث شغور بوفاة بورقيبة الذي بلغ من الكبر عتيا.
فنجح بعد صراع طويلا وصعب في التخلص من وزيرين بارزين في الحكومة هما منصور معلى وزير المالية والطاهر بلخوجة وزير الإعلام إثر تحوير وزاري جزئي أجري في 18 جوان 1983.
وبلغت الجرأة بهذا الأخير الى حد التعبير عن خلافه مع الوزير الأول في مقال نشره على صفحات جريدة الرأي المعارضة مما أثار حفيظة السيد محمد مزالي الذي اشتكى من إقدام وزير الإعلام على الكتابة على صفحات جريدة ناطقة باسم المعارضة.
وقد علقت حينئذ مجلة الحوادث العربية على هذا التحوير مؤكدة انه لم يكن مفاجئا لأي ملاحظ، إذ نتيجة خلاف بين متواصل منذ أكثر من عام بين الوزير الأول وهذين الوزيرين اللذين يلتقيان في الدعوة إلى نمطين من اليبرالية، فوزير المالية يتبنى ليبرالية اقتصادية كاملة، ووزير الاعلام ليبرالية سياسية اعلامية كاملة.
وأصر المرحوم محمد مزالي اثر التخلص من هذين الوزيرين إصرارا شديدا على الحيلولد دون تعيين الحبيب الشطي بعد مغادرته لكرسي الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي وزيرا مديرا للديوان الرئاسي إذ كان هاجس الفوز بالخلافة واضحا بينا في كل تصرفاته.