بورقيبة رجل عظيم، رغم
عبد العزيز المزوغي
جريدة المغرب 6 أفريل 2012
ان بورقية دخل التاريخ وأصبح موضوعا للدراسة العلمية وان محاولة تقزيمه وإقحامه في الصراع السياسي يعد من باب المراهقة السياسية. ان بورقيبة رجع سنة 1927 الى تونس ولم تكن له آنذاك اية سلطة عدى قدرته على التواصل مع الشعب وذكائه وحسن تدبيره. فاعترف له الجميع بسداد الرأي ونجح في استقطاب شباب قادم من كل الروافد الفكرية والسياسية.
ان صفات بورقيبة عديدة ومتعددة ونادرا ما نجد في نفس الشخص مثل هذه الخصال فهو ذكي، وكاريزمائي بدرجة قصوى وصاحب حكمة وتدبير وهو كذلك شجاع لا يخاف أن يدخل في صراع كبير إذا اقتضى الامر ذلك ولكنه يعرف أيضا الفر عندما تكون الوضعية غير ملائمة او التضحية غير مجدية.
إن كل الذين يريدون اليوم التهجم على بورقيبة عن طريق قضية صالح بن يوسف متناسين ان صالح بن يوسف اخذ نصيبه في الصراع الدموي الذي نشب بعد الاستقلال ولكن مقتله في ظروف غير معقولة هو الذي اعطى هذا الرجل صفة الشهادة وجعل ممن دبر قتله باسم المصلحة العليا للوطن مذنبا ومذنبا بامتياز. وهذه النقطة السوداء في المسار البورقيبي يصعب محوها.