خطاب صالح بن يوسف في جامع الزيتونة (7 أكتوبر 1955)
أيها الإخوة المؤمنون،
أحييكم من هذا المعهد الإسلامي العظيم الذي كان ولا يزال إلى يوم الدين يشع منه نور الإسلام الخالد، ومن هذا المحراب التاريخي الذي ينطق كله مجدا وعروبة وإسلاما، أحييكم تحية الإسلام الخالدة… تحية أحملها لكم من أعماق قلبي. وقد حملني إياها إخوانكم العرب والمسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، أولئك المسلمون الذين زرتهم وكنت أحمل لهم نيابة عنكم رسالة الأخوة الإسلامية والعربية وهؤلاء جميعا من مصر، وليبيا، والشام، والعراق، وإيران، وأفغانستان، والهند، وباكستان وسيلان وأندونسيا والفيليبين والصين واليابان، ومكة ويثرب مدينة محمد الرسول الأعظم عليه ألف صلاة وسلام. ونكافحوا، وتعملوا وتضحوا بكل عزيز وغال لتبقى هذه الأراضي التونسية أراض عربية مسلمة لا يدنسها شبح الاستعمار ولا يغيرها تغييرا…
…وإني بإسمكم من هذا المحراب التاريخي العظيم أتوجه إليهم مكبرا ومجلا بطولتهم الرائعة واستمالتتهم وكفاحهم تلك الصفات التي يتحلى بها إخواننا الجزائريون والمغاربة وتدفعهم دفعا الى الموت في سبيل حرية المغرب العربي… إن حرية الشمال الإفريقي العربي المسلم حرية لا تتجزأ ولا يمكن أن تنال شعبا من الشعوب الشمال إفريقية بينما يبقى الآخر أو الآخران تحت السيطرة الاستعمارية فلا يؤمل ولن يؤمل استقلال لشمال إفريقيا إلا إذا كان استقلالا كاملا شاملا تتمتع به هاته المجموعة المسلمة الهائلة من أقصى المغرب إلى حدود مصر.
…ومؤتمر باندونغ له خطة واضحة إزاء قضايا شمال إفريقيا فهو يطالب بصراحة بالاعتراف لشمال إفريقيا باستقلاله وسيحاسب فرنسا…